الاِسْتِغَاثَة
598 - إذَا اسْـتُغِيثَ اسْمٌ مُنَـادَى خُفِضَــا بِاللَّامِ مَفْتُوحاً كَيَا لَلْمُرْتَضَى
599- وَافْتَحْ مَعَ المَعْطُوفِ إنْ كَرَّرْتَ يَا وَفِي سِوَى ذَلِكَ بِالْكَسْرِ ائْتِيَا
***********************************************
الاستغاثة من أنواع النداء وهي نداء من يخلص من شدة واقعة أو يعين على دفعها قبل وقوعها، وأداتها (يا )
فالأول : نحو : يا لَلنَّاس لِلغريقِ .
والثاني نحو : يا لَلحراس لِلأعداءِ .
وأسلوب الاستغاثة لا يتحقق الغرض منه – وهو طلب النصرة والعون – إلا بثلاثة أركان :
1) حرف النداء (يا ) دون غيره من حروف النداء وهو مذكور دائماً .
2 ) المستغاث به (وهو من يطلب منه العون والمساعدة ) وهو مجرور بلام مفتوحاً دائماً كما
تقدم إلا إذا عطف عليه مستغاث آخر ولم تكرر (يا ) فتكسر نحو
يا لَلعلماء ولِلمصلحين لِلشباب ) ، فكلمة ( المصلحين ) ليست مستغاثاً أصيلاً لعدم وجود حرف النداء ( يا ) ولكنها لما عطفت على ما قبلها اكتسبت معنى الاستغاثة .
فإن تكررت (يا ) لزم الفتح . نحو : يا لَلوعاظ ويا لَلخطباء لِظاهرة السَّهَرِ
3) المستغاث له ( وهو الذي يطلب بسببه العون لمعاونته أو مقاومته ) وهو مجرور بلام
مكسورة ، كما تقدم أو بـ ( من) نحو : ( يا لَلقاضي من شاهد الزور ).
وللنحويين آراء في لام المستغاث به
وأحسنها أنها حرف جر فتحت للتفريق بينها وبين لام المستغاث له وهي ومجرورها متعلقان بحرف النداء (يا) لنيابته عن الفعل ( ألتجئ ) ونحوه
فمثلاً : (يا لَلعلماءِ لِلجهالِ)
نقول : (يا ) حرف نداء واستغاثة ( لَلعلماءِ ) اللام حرف جر واستغاثة ( والعلماء ) اسم مجرور باللام والجار والمجرور متعلقان بـ ( يا ) للجهال : جار ومجرور متعلقان بـ (يا ) .
وهذا معنى قوله ( إذا استغيث اسم ... إلخ ) أي إذا نودي اسم مستغاث به وجب خفضه أي جره بلام مبنية على الفتح نحو : يا للمرتضى ، ثم ذكر أن ( يا ) إذا ذكرت مع المعطوف وجب فتح لام الجر الداخلة عليه وفي غير هذه الصورة يجب كسر اللام ويدخل في ذلك المستغاث به المعطوف الذي لم تذكر معه (يا ) كما يدخل المستغاث له .
الكثير في الاستغاثة أن يجر المستغاث به بلام مفتوحة – كما تقدم – ويجوز أن تحذف اللام ويزداد في آخر المستغاث به ألف تكون عوضاً عن اللام المحذوفة نحو : يا عالما للجاهل ، فـ ( عالما) منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره الفتحة التي جاءت لمناسبة الألف في محل نصب ، والألف عوض عن لام الاستغاثة .
ويجوز نداء المتعجب منه فيعامل معاملة المستغاث فيجر باللام المفتوحة نحو : يا للماء ، وقد تحذف اللام ويؤتى بالألف عوضاً عنها نحو
يا عجبَا للعاقِ) .
والداعي إلى نداء المتعجب منه أحد أمرين :
1- أن يرى الإنسان أمراً يعدُّه عظيماً لسبب قام عنده فينادي جنس ما ر آه نحو : يا للماء ، يا لجمال المكان ، يا للعشب .
2- أن ينادي من له نسبة إليه ومعرفة به تقديراً له نحو : يا للعلماء ، يا للعباقرة .
وهذا معنى قوله ( ولام ما استغيث عاقبت ألف .. إلخ ) أي أن لام الاستغاثة عاقبتها الألف بمعنى : جاءت عقبها وحلت محلها بعد حذفها ثم يبن أن الاسم منه في أسلوب التعجب مثل المستغاث كما تقدم .
وإنما ذكر أسلوب المتعجب منه – هنا – لشبهه بأسلوب الاستغاثة لاشتماله على حرف النداء ، ومنادى مجرور بلام مفتوحة
انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــى
إعداد / ا ـ منصورة محمود